تأثير الجلوس الطويل على صحة الجسم و طرق الوقاية

الرياضة و الصحة الجيدة
0

 تأثير الجلوس الطويل على صحة الجسم و طرق الوقاية







الجلوس الطويل أصبح من العادات الشائعة في حياتنا الحديثة، سواء بسبب العمل المكتبي، أو قضاء ساعات طويلة أمام شاشات الكمبيوتر أو التلفاز. وعلى الرغم من أن هذا السلوك قد يبدو غير ضار، إلا أن الأبحاث تشير إلى أن الجلوس لفترات طويلة له تأثيرات سلبية كبيرة على صحة الجسم. في هذا المقال، سنتناول تأثير الجلوس الطويل على الصحة وطرق الوقاية من هذه الأضرار.


 تأثير الجلوس الطويل على صحة الجسم


مشاكل الظهر والعمود الفقري 


   الجلوس لفترات طويلة يضع ضغطًا كبيرًا على العمود الفقري، مما يؤدي إلى آلام في الظهر، الرقبة، والكتفين. عندما نجلس لفترات طويلة دون حركة، تصبح العضلات التي تدعم العمود الفقري ضعيفة، ما يزيد من خطر الإصابة بمشاكل مزمنة في الظهر. الوضعية السيئة أثناء الجلوس قد تؤدي أيضًا إلى انحناء العمود الفقري، مما يزيد من احتمالية الإصابة بتشوهات دائمة في العظام.


زيادة الوزن والسمنة


   الجلوس الطويل يقلل من كمية الطاقة التي يستهلكها الجسم. عندما نجلس لفترات طويلة دون حركة، ينخفض معدل حرق السعرات الحرارية، مما يساهم في زيادة الوزن على المدى الطويل. بالإضافة إلى ذلك، قد تؤدي قلة النشاط إلى تراكم الدهون في الجسم، وخاصة في منطقة البطن. هذه الدهون تعتبر من أخطر أنواع الدهون على الصحة لأنها ترتبط بمشاكل صحية عديدة مثل أمراض القلب ومرض السكري.


أمراض القلب والأوعية الدموية


   الجلوس لفترات طويلة يعطل تدفق الدم بشكل صحيح، مما يزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب. قلة الحركة تؤدي إلى تراكم الدهون في الشرايين، مما يعيق تدفق الدم ويرفع من احتمالية الإصابة بارتفاع ضغط الدم والسكتات القلبية. الدراسات أظهرت أن الأشخاص الذين يجلسون لفترات طويلة يكونون أكثر عرضة للإصابة بأمراض القلب بنسبة تصل إلى 50% مقارنة بالأشخاص الذين يتحركون بشكل منتظم.


ضعف العضلات


   عندما نبقى جالسين لفترات طويلة، تتقلص العضلات وتفقد قوتها مع مرور الوقت. الجلوس الطويل يؤثر بشكل سلبي على عضلات الفخذين، الساقين، وعضلات الحوض. هذا الضعف يمكن أن يؤدي إلى عدم الاستقرار في الحركة ويزيد من احتمالية الإصابة بالإصابات، مثل السقوط أو التواء الكاحل.


تأثيرات نفسية 


   الجلوس الطويل وعدم الحركة يمكن أن يؤثر على الصحة النفسية أيضًا. قلة النشاط البدني ترتبط بمستويات أعلى من التوتر والقلق والاكتئاب. الحركة والنشاط الرياضي يساعدان على إطلاق هرمونات السعادة مثل الإندورفين، لذلك عندما نقلل من الحركة، نفقد هذه الفوائد النفسية المهمة.


طرق الوقاية من أضرار الجلوس الطويل


على الرغم من أن الجلوس الطويل أصبح جزءًا لا يتجزأ من نمط حياتنا الحديثة، إلا أن هناك العديد من الطرق للوقاية من تأثيراته السلبية:


الحركة المنتظمة


   حاول التحرك كل 30 إلى 60 دقيقة. قم بالوقوف والتحرك قليلًا، حتى لو كان ذلك لبضع دقائق فقط. يمكن أن تساهم هذه الحركات الصغيرة في تحسين الدورة الدموية وتقليل الضغط على العضلات والعمود الفقري.

تمارين التمدد


   تمارين التمدد البسيطة تساعد في تقوية العضلات والحفاظ على مرونتها. يمكن أن تقوم بتمديد عضلات الرقبة، الكتفين، والظهر أثناء الجلوس أو أخذ فترات راحة. هذه التمارين تساعد أيضًا في تقليل التوتر العضلي وتحسين الوضعية.

استخدام مكتب قابل للوقوف


   استخدام مكاتب قابلة للتعديل بحيث يمكنك التبديل بين الجلوس والوقوف يمكن أن يكون مفيدًا للغاية. الوقوف أثناء العمل يعزز النشاط البدني ويحسن الوضعية، كما أنه يقلل من الضغط على العمود الفقري.

المشي


   المشي هو أحد أفضل التمارين التي يمكنك القيام بها لتحسين صحتك بشكل عام. إذا كنت تعمل في بيئة مكتبية، حاول أن تخرج في نزهة سريعة خلال فترات الراحة. حتى المشي لمدة 10-15 دقيقة يمكن أن يحسن من تدفق الدم ويقلل من التأثيرات السلبية للجلوس الطويل.

تمارين القوة


   ممارسة التمارين التي تستهدف تقوية عضلات الجسم الأساسية مثل تمارين البطن والظهر تساهم في تحسين وضعية الجسم وتقليل الضغط على العمود الفقري أثناء الجلوس. هذه التمارين تساعد أيضًا في تقليل خطر الإصابة بآلام الظهر والعضلات.

التقليل من وقت الجلوس أمام الشاشات

 
   حاول تقليل الوقت الذي تقضيه أمام التلفاز أو الأجهزة الإلكترونية في المنزل. بدلاً من الجلوس، قم بممارسة الأنشطة البدنية أو الأنشطة التي تتطلب حركة مثل الأعمال المنزلية.

 الخلاصة  


الجلوس الطويل قد يكون له تأثيرات سلبية كبيرة على صحة الجسم، ولكنه ليس قدرًا محتومًا. من خلال اتخاذ بعض الإجراءات البسيطة مثل الحركة المنتظمة، تمارين التمدد، واستخدام مكاتب قابلة للوقوف، يمكننا الحد من الأضرار والوقاية من المشاكل الصحية المرتبطة بالجلوس الطويل. تذكر أن الصحة تعتمد على الحركة، وأن كل حركة صغيرة قد تُحدث فرقًا كبيرًا في صحتك على المدى الطويل.





إرسال تعليق

0تعليقات

إرسال تعليق (0)

#buttons=(Ok, Go it!) #days=(20)

Our website uses cookies to enhance your experience. Check Now
Ok, Go it!